قال أحمد شوقي :
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا.
كان العالم النفساني الدكتور إميل كوا يعطى كل مرضاه الوصفة الذهنية التالية :
" اعتقِد دائما أن المهمة التي تنتظرك سهلة ممكنة ، وستجد أنها لن تكون إلا كذلك " .
وصفة د / " كوا " الذهنية هذه تنطبق أيضا أشد الانطباق على مسألة اقتناص النجاح ( بعد توفيق الله ) .
عندما تعتقد أن النجاح أمر " سهل " فإنه يشترط بك أن تفهم كلمة " سهل " بالمعنى الذي يفيد :" أن النجاح أمر بسيط إلى درجة أن كل امرئ قادر على إحرازه ، وفهمه وتعلمه ، فضلا عن استعمال الأساليب المجربة للوصول إليه ، فهي ليست صعبة المنال ، ولا الفهم ، ولا التعلم ، ولا الممارسة .
إذا النجاح سهل ما دمت تفهم كلمة " سهل " وفي حقيقة الأمر، فإنه لا يعني أن أصدق أن أسلوباً واحداً من الأساليب المجربة للنجاح يصعب على أحد أن يكون بعيد عن مناله ، أو فهمه ، أو تعلمه ، أو ممارسته ، أو تطبيقه ، مما يؤدي إلى نتيجة مضمونة وسهلة ، وحتى يكون كلامي منطبقاً على الحقيقة لابد من القول : أن ثمة أشخاص قليلون من ذوي الإعاقات العقلية أو النفسية الشديدة يكون النجاح الشخصي بالنسبة لهم مسألة فيها نظر .
ورغم هذا فإن باقي الناس قادرون على النجاح فهذا ينطبق على الملايين الذين يعوزهم الحماس في الوقت الراهن ، أو تحاصرهم الفاقة ، أو يشكون من نقص في الثقافة ؛ فما من أحد إلا ويمكن له بشكل أو بآخر أن يكون ناجحاً.
ولا تعتقدن أن النجاح يعتمد على الموقع الذي تجد فيه نفسك في الوقت الحاضر ، ذلك لأن النجاح يعتمد في الحقيقة أكثر ما يعتمد على الاتجاه الذي تسير فيه والوضع الذي ستصير إليه .
كل منا قادر على أن يتخذ له في الحياة هدفا للنجاح وأن يحققه بعد ذلك بسهولة ،
وتذكر
أن كلمة " بسهوله " لا نستعملها في هذا المجال بمعنى " التكاسل " ، أو "التراخي " ، أو "اللامبالاة " أو " نيل المطالب " دون كد وجد وتعب .
الجميع يستطيع أن يحقق النجاح – بإذن الله - لأن هناك مئات من الأساليب المجربة للنجاح الذي يسهل على كل إنسان أن يحصل عليها بتعلمها وبفهمها وأن يستعملها بكل يسر ، وأن يحصل على النجاح بسببها وكل ذلك بسهولة مطلقة بعد توفيق الله له .
لقد جرى تلقين ملايين الناس الذين يعيشون في فقر أو على حافة الفقر أو بالأحرى تظليلهم بالاعتقاد القائل :
إن النجاح أمر صعب عليهم ، حتى بات هؤلاء يعتقدون أنهم أفقر حالا ، وأشد فاقة ، وأكثر جهلا ، وأقل علماً ، وأبعد من بلوغ النجاح ، أو حتى التطلع إليه ، وأن ظروفهم الراهنة المحيطة بهم تحكم عليهم للأبد بحياة الفقر ؛ والحقيقة عكس ذلك لأن فرصة النجاح ليست متوفرة وحسب بل هي فرصة " سهلة طيبة " بتيسير الله تعالى .
هؤلاء الملايين لم يكن لهم علة سوى سبب بسيط وهو : أنه لم يحاولوا الاهتداء إلى الأساليب المجربة للنجاح كما لم يهدهم إليها أحد من المكلفين بمساعدتهم ، ومع ذلك تبقى الحقيقة الراهنة أن الأساليب المجربة لنجاح وسيلة يستطيع - بل يجب - أن يستعملها هؤلاء ليرفع كل واحد منهم نفسه .
إن الفقراء والكادحين يستحقون أن يكتسبوا ثقافة تتخطى ثقافة النقمة ، وتدريباً يختلف عما يجري تدريبهم عليه من الصراخ والهتاف في فضاء صاخب بصوت واحد يقول : " نحن فقراء معدمون ، لكننا بشر ذوو كرامة "
إن هذا الهتاف لن يمكنهم - بكل أسف - بعد كل ذلك سوى الاستمرار في كونهم بشر ذوي كرامة لكنهم فقراء معدمون بعد الهتاف تماماً كما كان حالهم قبله .
إن ما يحتاج إليه الفقراء هو شعار يستبدل العبارة السلبية :
" فقير معدم " بالعبارة الإيجابية : " قادر على النجاح " ،
فالشعار الآمر الإيجابي قادر على النجاح – بتوفيق الله تعالى - لو جرى تكراره بحيث يتم تجسيده حقيقة ممكنة .
حقاً إن النجاح سهل المنال لكل طالبيه الصادقين ، حقاً إنه سهل إلى درجة تغري به الجميع ، وما ينبغي لأحد أن يبقى خارج دائرة هذا الإغواء الجميل .
المصدر:كتاب ( هيا نساعدك ) لكمباير
اعجبت بالفقره الاخيره بان ما يحتاج اليه الفقراء هو استبدال العباره السلبيه بعباره ايجابيه واود ان اضيف ان اذا كان احد يعاني من الفقر ما عليه سوى الاءكثار من الامتنان والصدقه فالامتنان عمليه فعاله في جلب الغنى والصدقه خاصه في وقت الحاجه فهي تجلب المال الكثير فهذه سنن كونيه ولن تجد لسنه الله تبديلا
ردحذف