مات قبل أن يولد
يحكى أن أحد محبيّ السفر كان يتنقّل من دولة إلى دولة سيراً على الأقدام وكان يحب أن يتجوّل في جميع الأماكن الّتي يزورها , وحتى أنّه يذهب لزيارة المقابر , فهو ذو فضول شديد . في أحد الأيام دخل إلى أحد القرى , وقام يتجوّل فيها, وصادف مرور أشخاص معهم جنازة ”رجل” , قام هذا الشخص باتبّاعهم إلى المقبرة . وبعد دفن الشخص , كتب على قبره , فلان إبن فلان مات وعمره ثلاثة أشهر ! .إستغرب السائح , فالجثّة توحي أنّها لشخص كبير وليس لطفل صغير ذو ثلاثة أشهر . فذهب لقراءة الأعمار المكتوبة في القبور المجاورة .
فرأى قبر صغير ومكتوب عليه فلان إبن فلان مات و عمره سنة !
فرأى قبر أخر مكتوب عليه , فلان إبن فلان مات و عمره عشر سنوات !
إستغرب السائح كثيراً فجميع الأموات لم يبلغوا الأربعين .
فقام بسؤال احد أهالي القرية عن العلّة .
فقال له الشخص : نحن لا نكتب على القبر العمر الحقيقي ” سنوات عمره منذ ولادتة الى حين وفاته ” ,
بل نضع عمر إنجازاته وأعمالة التّي أعدّها للناس أو للمجتمع .
فقال السائح : إذاً, إذا متّ الأن سيكتب على قبري
” مات قبل أن يولد “.
نرى كثير من الأشخاص في العقد الخامس من العمر ولكنّهم لم ينجزوا للمجتمع أو حتى الناس المقرّبين لهم شيء يذكر سواء بالسر أو بالعلانية , ولم يحاولوا الإصلاح , “ طبعا لا اقصد الزواج وإنجاب الأطفال , بل قصدت الإنجاز على المستوى الفردي والمساهمات “.
وبالمقابل نرى أشخاص لم يتجاوزا العقد الثالث من العمر ولكنّ إنجازاتهم جبّارة وترى أحدهم كأنّه ركن من أركان المجتمع, لو مات سوف يخسر المجتمع بعد وفاته الكثير ” على سبيل المثال ” الجراّحين , الفيزيائيين , علماء الدين ” , والإنجازات طبعاً ليست محصورة بالانجازات الماديّة أو الملموسة فقط , بل توجد كثير من المجالات الّـتي يستطيع أي شخص أن ينجز فيها ويضع إسمه ضمن قائمة أسماء مبدعيها, مثلاً مجالات الخير , مجالات الإصلاح , المساعدة, التنفيس, العون … الخ من المجالات غير الملموسه .
سمعت عن شخص قبل فترة يحب أن يساعد الأسر المتعففّة , وقيل لي أنه يتكفّل بنفقة عشرة عوائل من الألف إلى الياء منذ خمسة عشر سنة , هذا مثال حي على الإنجاز الحقيقي , فهذا الفرد أشبع بطون عشرة عوائل , جزاه الله خيراً.
يجب على الفرد إنجاز شيء ملموس بالمجتمع ولا يصبح عنصر سلبي , يأخذ ولا يعطي , كل شخص يعتبر لبنه من لبنات المجتمع , كل فرد له دوره الخاص الّذي يجب أن يتقنه على أتم وجه ليرتقي هو ومجتمعه .
ولكن خطر في ذهني سؤال , الجلاّد ومن يهوى التعذيب , أو الّذي قضى عشرين سنة من عمره في ظلم الناس , هو ومن هو على شاكلته , ماذا كان سيُكتَب على قبره في هذه القرية لو دفن فيها ؟
م/ن
بصراحة الجواب الاخير لا اريد ان اجاوب عليه لاني لا اريد ان اصنف هذه الفئة من البشر وبالمناسبة هؤلاء بعد موتهم الكثير منهم يوصف بانه كان بطلا او وكان يريد لبلاده الافضل بعض الناس لا يرو او لا يريدون ان يرو قبح وفظاعة القادة الذين يؤيدونهم فترهم يبررون لهم اوينفون ما فعلو بشعوبهم المهم المقالة كالعادة اكثر من رائعة وفعلا ان لم يزد المرء على الدنيا فهو زائد عليها شكرا معلمي
ردحذفا/ منى انت الرائعة بمرورك و ردودك .
ردحذفلا حرمنا الله من وجودك في المدونة
تحياتي
..كلنا نعيش في هذه الحياة ولكن لم نتسائل يوما: لماذا نعيش ؟ وماذا نريد؟ فالبعض منا ينظر اليها انها مكان فرح وسعادة لما توفره من اساليب المتعة والرفاهية,وبالعض الاخر يراها لحظة يعيشها بكل حالاته,واخرون يعتبرونها دنيا الالم والشقاء.. ولكن هل فكرنا في دورنا في الحياة؟ وماذا سنجني في الاخير؟وهنا نقف على المقولة المشهورة: اعمل لدنياك كانك تعيش اليوم واعمل لاخرتك كانك تموت غدا..لك جزيل الشكر استاذنا الفاضل..
ردحذفالراقية hamida
ردحذفسررت بمرورك و الشكر موصول لك
على ردك الرائع .
بارك الله فيك
سلمت و سلمت يمناك.
"بل نضع عمر إنجازاته وأعمالة التّي أعدّها للناس أو للمجتمع"....
ردحذففكرة خلاقة من اهل القرية ..... بالفعل ان الانسان غير المنتج لن يتوصل الى اي انجاز وسيبقى على الهامش في مجتمعه وعائلته ....
قصة رائعة وهادفة ...شكرا لك استاذي
الراقية ornina
ردحذفكل الشكر و التقدير على مرورك و تفاعلك .
حفظك الله من كل سوء.
مودتي
هذه المقاله جعلتنى افكر بماذا لو مت الان سوف يكتب على قبرى ؟؟؟ وفى حقيقة الامر لم اجد جواب لاننى لم احقق انجاز حتى اليوم لاننى لم اتقن مذاكرت دروسي لم اكن من الاوائل طوال حياتى الدراسيه ,
ردحذفشكرا أ/ محمد فهذه المقاله جعلتنى انتبه الى نفسي و اعد حساباتى
لم يفت القطار بعد اختي manar
ردحذفلانجاز الكثير من الامور التي تفيد الاخرين
و ان يكون لك بصمة ابداعية
شكرا على مرورك و ردك الطيبين.
لا حرمنا تواجدك معنا.
من عاش ظالما للخلق مستبدا يكتب على لوحة شاهد قبره :
ردحذفهذا قبر لا أحد