الجمعة، سبتمبر 02، 2016

انتم تصنعون طواغيتكم!




انتم  تصنعون طواغيتكم!
وصل الرئيس البوسني "علي عزت بيغوفيتش " ذات مرة 
إلى صلاة الجمعة متأخراً 
وكان قد اعتاد الصلاة في الصفّوف الأمامية 
ففتح له الناس الطريق إلى أن وصل الصف الأول 
فاستدار للمصلين بغضبٍ وقال مقولته الشهيرة
" هكذا تصنعون طواغيتكم".
هذه الجملة التي  قالها الرئيس البوسني الراحل يجب أن تكتب بماء الذهب لأنً  لها مدلول كبير فقد وصفت بشكل دقيق السبب الرئيس الذي أوصل بعض الشعوب لما هي عليه الآن من مآسي و من ظلم لحكام نصًبوا  أنفسهم أسيادا على البلاد و تحكمًوا برقاب العباد.
إنً المدان في صناعة الطاغية هو الشعب أولاً، فلا يمكن لحاكم أن يستعبد شعبه إلا إذا كان في هذا الشعب قابلية للاستعباد، فكما تكونوا يولًى عليكم قالها بحكمته  الفذة الامام علي رضي الله عنه ، وأنً تغيير الأوضاع من تغيير الأنفس لقوله تعالى: "أنً الله لا يغيًر ما بقوم حتى يغيًروا ما بأنفسهم".
فالراعي من صنع الرعية و لولا شريحة كبيرة من الجماهير متخلفة و مقهورة لما استطاع أي  مسؤول أو رئيس  ان يجثم على نفوس العباد سنين طويلة.
فلنحرًر  أنفسنا من عقلية قبول كل ما هو مفروض علينا بالترهيب و التخويف و من الشعور  بالذل و الضعف تجاه هؤلاء الحكام أو الزعماء   و لنقلع عن عادة تقديسهم و تعظيمهم و تبجيلهم و تقبيل اياديهم .. 
بل على العكس من ذلك لنستبدل عقلية  الرضوخ و الاستسلام  و الركوع و قبول كل ما هو مفروض من حاكم مستبدً بزرع معاني الكرامة و العزة و الحرية في نفوس ابنائنا منذ الصغر وضرورة  بذل الغالي و النفيس  لصونها  و أن نعلًمهم ألًا  يفرًطوا   بأي حق  من حقوقهم المشروعة مهما  كان ..
و لنوضًح لهم أيضا أنً أي حاكم أو مسؤول هو أجير  عند شعبه،  هو الذي يعيًنه  ويعزله و يعطيه  راتباً
ومنصباً مقابل أن يخدمه و ليس وصيًا أو سيفا مسلًطا عليه ..
و حينها  فقط وجب تقديم فروض  الطاعة والولاء له.
 و نذكًر أخيرا:
 بأنً سيًد القوم خادمهم.

هناك تعليقان (2):

  1. قالوا لفرعون:لما ادعيت الالوهية
    قال:هم عبدوني
    جزيت خيرا د.محمد طيارة
    ننتظر المزيد من مواضيعك الهادفة

    ردحذف