الجمعة، فبراير 08، 2019

قصة للكاتب انطوان تشيكوف

قصة للكاتب انطوان تشيكوف  :
منذ أيام دعوت إلى غرفة مكتبي مربية أولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع لها حسابها ..
قلت لها : اجلسي يا يوليا فاسيليفنا .. هيا نتحاسب .. أنت في الغالب بحاجة إلى النقود ، ولكنك خجولة إلى درجة أنك لن تطلبيها بنفسك .. حسناً .. لقد اتفقنا على أن أدفع لك ثلاثين روبلاً في الشهر ..
قالت : أربعين ..
قلت : كلا ، ثلاثين .. هذا مسجل عندي .. كنت دائماً أدفع للمربيات ثلاثين روبلاً .. حسنا ًلقد عملت لدينا شهرين ..
قالت : شهرين وخمسة أيام ..
قلت : شهرين بالضبط .. هكذا مسجل عندي .. إذن تستحقين ستين روبلاً .. نخصم منها تسعة أيام آحاد .. فأنت لم تعلمي (كوليا) في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معه فقط .. ثم ثلاثة أيام أعياد ..
تضرج وجه يوليا فاسيليفنا ، وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن .. لم تنبس بكلمة !
قلت : نخصم ثلاثة أعياد ، إذن المجموع اثنا عشر روبلاً .. كان (كوليا) مريضاً أربعة أيام و لم تكن تدرسينه .. كنت تدرسين لـ (فاريا) فقط .. و ثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحت لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء ..
إذن اثنا عشر زائد سبعة - تسعة عشر .. نخصم ، الباقي .. واحد وأربعون روبلاً .. مظبوط ؟
واحمرت عين يوليا فاسيليفنا وامتلأت بالدمع ، وارتعش ذقنها ، وسعلت بشدة ، ولكن .. لم تنبس بكلمة !
قلت : قبيل رأس السنة كسرت فنجاناً وطبقاً .. نخصم روبلين .. الفنجان أغلى من ذلك ، فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله ! علينا العوض .. نعم ، وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجره ومزق سترته ..
نخصم عشرة .. وبسبب تقصيرك أيضاً سرقت الخادمة من (فاريا) حذاء ، ومن واجبك أن ترعي كل شيء ، فأنت تتقاضين مرتباً ..
وهكذا نخصم أيضاً خمسة .. وفي 10 يناير أخذت مني عشرة روبلات ..
فهمست يوليا فاسيليفنا : لم آخذ !
قلت : ولكن ذلك مسجل عندي !
قالت : طيب ، ليكن ..
قلت : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر ..
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وطفرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ..
يا للفتاة المسكينة !
وقالت بصوت متهدج : أخذت مرة واحدة .. أخذت من حرمكم ثلاثة روبلات .. لم آخذ غيرها ..
قلت : حقاً ؟ انظري ، وأنا لم أسجل ذلك ! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة ، الباقي أحد عشر .. هاهي نقودك يا عزيزتي !
ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد .. واحد .. تفضلي !
ومددت لها أحد عشر روبلاً .. فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست : شكراً ..
فانتفضت واقفاً وأخذت أروح وأجيء في الغرفة ، واستولى علي الغضب ..
قلت : شكراً على ماذا ؟
قالت : على النقود ..
قلت : يا للشيطان ، ولكني نهبتك ، سلبتك ! لقد سرقت منك ! فعلام تقولين شكراً ؟
قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً !
قلت : لم يعطوكِ ؟! ليس هذا غريباً ! لقد مزحت معك ، لقنتك درساً قاسياً .. سأعطيك نقودك ، الثمانين روبلاً كلها !
هاهي في المظروف جهزتها لك ! و لكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة ؟
لماذا لا تحتجين ؟ لماذا تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألا تكوني حادة الأنياب ؟ هل يمكن أن تكوني ساذجة إلى هذه الدرجة ؟
ابتسمتْ بعجز فقرأتُ على وجهها : يمكن ..
سألتها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها الثمانين روبلاً كلها ..
فشكرتني بخجل وخرجت .. وتطلعت في أثرها وفكرت : حقا ما أسهل سحق الضعفاء في هذا العالم.

الأربعاء، يناير 16، 2019

عقدة سندريلا




عقدة سندريلا (نعت يلاحق الفتيات المظلومات)
عقدة سندريلا هي عقدة حديثة يُعتقد أنها تنتشر بين نساء هذا العصر، وُصِفت لأول مرة عام 1981 من قِبَل الكاتبة والمعالجة النفسية الأمريكية كوليت داولينغ في كتابها وهي بشكلٍ عام رغبة لاشعورية لدى الفتاة المصابة في أن تكون موضع الرِّعاية لدى الآخرين، ويُقال أن هذه العقدة تصبح أكثر وضوحًا كلَّما تقدَّمت المصابة في السن.
أعراض عقدة سندريلا :
  - فقدان المرأة للإبداع و اتخاذ القراراتحيث أنها دائماً تشعر بالاطمئنان و الارتياح عندما تكون تابع إلى شخص ما يقوم بتوجيهها و يقول لها ما يجب عليها فعله بالضبط.
- الارتباك و القلق عندما تكون في وضع مسؤوليةعندما يتم وضع السيدة التي تعاني من عقدة سندريلا في موضع مسؤولية ترتبك بشدة إلى درجة أن كل ما حولها يلاحظ هذا الأمر بشدة ، و عندما تصبح المريضة رئيسة في العمل تكون ضعيفة الشخصية و لا تعرف كيف تتخذ القرارات .
- عدم الثقة بالنفس و عدم الاعتراف بأنها تعاني من أي مشكلة شخصية : مثلاً إذا وقعت في مشكلة و لم يمكنها التصرف كالعادة سوف تجدها تقول بأن لم يكن هناك لهذه المشكلة و تضع اللوم على الحظ السيئ بالرغم من إذا بحثت لم تجد مشكلة كبيرة سوف تجد أن حلها كان شيء في غاية البساطة .
- عدم الشخصية و تقبل الإهانة : أو بمعنى أوضح عدم القدرة على أخذ الحق و غالباً تجد هذه السيدة تعاني في حياتها الزوجية أي تعيش مع زوج يقوم بضربها و يسيء معاملتها و مع ذلك تجدها تكمل حياتها معه و دئماً تكون خائفة من فكرة الانفصال لأنها ليس لديها القدرة على تحمل مسئولية نفسها فهي لا يمكنها أن تعمل و تنفق على نفسها و على أولادها و أيضاً لا يمكنها اتخاذ موقف شديد مع طفلها إذا أخطئ و سوف تسمع منها دائماً إذا لم يكن والده موجود سوف أعاني معه فهو يخاف منه و يعمل له حساب فلا يخطئ كثيراً في وجوده .
- الزواج المبكر أو الزواج بدون عقلانيه و تفكيرهذا يكون هو السبب الرئيسي في أن غالباً السيدة التي تعاني من عقدة سندريلا تعيش مع زوج سيء أنها في كثير من الأحيان تقبل الزواج بشكل سريع و بدون بتفكير من أجل أن تجد سريعاً شخص تكون حمايته و يقوم براعيتها .
- أحيانًا تظلم نفسها بالاستمرار مع شريك غير مناسبتُفضِّل بعض المصابات البقاء في علاقة مؤلمة على أن تظل بلا شريك، وما يزيد الأمر سوءً اعتماد بعضهنَّ كليًا على شركائهنَّ غير المناسبين خوفًا من الاستقلال.
أسباب الإصابة بعقدة سندريلا :
- دائماً يكون الأساس في هذه المشكلة التربية : سواء كان بسبب أن تكون الفتاة مدللة بشكل زائد عن الحد من قبل والديها فتجد الأب و الأم يفعلون لها كل شيء و بدون أن يتركوها تعتمد على نفسها في أي شيء و هذا الأمر يرسخ لديها فكرة أنها دائماً في حاجة إلى من يراعها و على وجه أخص أن والديها يشعروها دائماً بأنها أضعف بكثير من أن تفعل شيء بمفردها .
- خوف الأهل على فتاة بشكل مبالغ به من المجتمعحيث تجد الأهل يحرجون على فتاة بشكل كبير من أن تحدث مع أي شخص غريب و يخيفوها دائماً من أنها سوف تتعرض للأغتصاب و الاختطاف و يقولون لها إذا وجدتِ رجل في مكان ما يجب عليكِ الخروج منه على الفور حتى لو كان شارع عام .
-عدم تلبية الأهل إلى طلب الفتاة بالخروج أو السفر :  عدم تلبية الأهل إلى أي طلب للفتاة بسبب أنها يفضل أن تفعل هذا بعد الزواج على سبيل المثال إذا طلبت الفتاة أن تخرج أو قالت إلى والديها لماذا لا نذهب إلى رحلة سوف يكون الرد عندما تتزوجين سوف يأخذك زوجك إلى أي مكان تريدين الذهاب إليه و هذا الأمر يجعل الفتاة تريد الزواج في أسرع وقت .
– الدراما التي تركز على ضعف الفتاة : بمعنى سوف ترى في  الكثير من المسلسلات و الأفلام التي تظهر الفتاة على أنها دائماً ضعيفة و لا يمكنها أن توجه أي شيء في الحياة بدون رجل أو بدون الأسرة .
لذا ينبغي زرع الثقة في نفوس الفتيات  حتى تتمتع بناتنا بصحة نفسية عالية، فالمرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل إنها مسؤولة عن تربية النصف الآخر.
اختم الكلام بهمسة في اذنك ايتها المرأة
كوني أنتِ لنفسك الأمير الذي يحقق الأمنيات..
فالحياة لا تنتظر أحداً والسماء لا تمطر فرصاً!.